علمتني كيف الموت بلا موت يكون
بلا سابق إنذار ...بلا وعيد ...بلا غربان تحوم
علمتني أن الحب كالموت... خارج عن شرع القانون
متحول مجنون
قابل للتأويل والتفسير والظنون
يكون ...وبلمحة لا يكون
أغدَقتْ علي قسوتك...شيئا من أكسير الحزن الذي يدوم
ما أروعك...أنت يا ملاكاً بين الكلمات ..غائبا عن العيون
وحاضراً برهبةٍ رغم انف من لا يرغبون
أهو...اك...أهواك...و بي منك
مأساة لا تحتمل ...وعشقٌ بربري مفتون
يحرق صدري ورئتي كحقول تبغ مسموم
ما أروعك ...والحياة تنسل من جسدي
هربا من قضبان السجون
لم اسأل أحدا عنك منذ رحلتَ و أطفأتَ نور الحياة بسكينٍ مسنون
لمْ اسألهم...ولمَ اسألهم؟ وهم حتماً لا يعلمون
يا قمري الأوحد...يا عشقاً عن روحي يصوم
كيف اسأل عنك من بقداستك لا يفقهون؟
وأنت الطيب وأنت العطر وأنت الجوهر المكنون
لست ابحث عن ترياق يرد لروحي السكون
ولست اهرب من قدري...وكيف اهرب من قدر مقسوم؟
يا حبي الأوحد...يا شوقاً أمسى في ليلةٍ تمثال شجون
وحبل مشنقة يمتص أنفاسي...وتعويذة سحر ملعون
وجسدا خاويا من روحي...وبصفاء روحك مسكون
وهل ظننت أن الطيب ينسى من به كانوا يتطيبون؟
أم أن القدح يغفل عمن كانوا به يشربون؟
أم ظننت أن الرمح المدفون
في سواد كبدٍ ينزف دماً أسوداً محموم
سينسى تقبيل يدٍ أطعمته الهموم؟
لا تخف ...فبعدك ما كانت حياة و لا أثمرت غصون
ولا زغرد طير ...ولا غفت جفون
لا تخف..فبعدك ترخص الحياة...وحتى الموت يهون